أعلاف الحيوانات

تتؤدي التغذية الجيدة للحيوانات دوراً حيوياً في صحة الحيوانات والرفق بها وفي الحصول على منتجات حيوانية المنشأ مأمونة وعالية الجودة. فقد أدى الطلب المتزايد على البروتينات حيوانية المصدر إلى تكثيف إنتاج الثروة الحيوانية الذي يرتكز بشكل رئيسي على استخدام الأعلاف المركبة الصناعية. ونجم عن ذلك تزايد في استخدام حبوب وبذور معينة للأعلاف ومبيدات حشرات وأسمدة، ومواد جديدة وغير تقليدية في إنتاج الأعلاف، مثل المنتجات الثانوية للوقود الحيوي والعديد من المنتجات الثانوية الأخرى للتصنيع الزراعي. وفي السنوات الماضية، لفتت عدة حالات للتلوث الانتباه إلى أهمية ضمان سلامة الأعلاف والحاجة إلى منع ومكافحة وجود مخاطر قديمة وجديدة، مثل الديوكسين والأفلاتوكسينات وغيرها من المواد غير المرغوب فيها.

تحظى الصلة بين الأعلاف المأمونة والأغذية المأمونة باعتراف واضح اليوم؛ وبالأخص يحدد النهج المعاصر لسلامة الأغذية الإجراءات المطلوبة للتخفيف من دخول المخاطر ومنعها في المراحل الأولى من سلسلة الإنتاج، بما يشمل الإنتاج الأولي للحبوب العلفية والأعلاف. وأدى ذلك إلى وعي أكبر في صفوف المنتجين الأوليين بما في ذلك المزارعون وقطاع الأعلاف وبمساهمتهم ومسؤوليتهم عن إنتاج غذاء مأمون وعالي الجودة.

واعترافاً من الدستور الغذائي بأهمية تغذية الحيوانات في ما خص إنتاج أغذية مأمونة، فقد أسس فريقي مهام متخصصين وضعا نصوصاً ترمي إلى توفير الإرشادات إلى الحكومات بشأن الممارسات السليمة لتغذية الحيوانات وإجراء تقييم للمخاطر وتحديد أولويات المخاطر في ما خص الأعلاف. كما تنفذ أعمال متعلقة بعلف الحيوانات في لجان أخرى للدستور الغذائي حين يؤثر ذلك في سلامة الأغذية في ما خص الملوثات ومخلفات المبيدات والعقاقير البيطرية ونظافة الأغذية والتفتيش وإصدار الشهادات.

وإن عمل الدستور الغذائي في مجال تغذية الحيوانات يتناول فقط سلامة الأغذية ولا يغطي مسائل أخرى متعلقة بالرفق بالحيوانات، غير سلامة الأغذية المتصلة بمسائل صحة الحيوانات. ويتم النظر في الملوثات البيئية حين يكون مستوى تلك المواد في الأعلاف ومكونات الأعلاف كفيلاً بتعريض صحة المستهلك للخطر جراء استهلاك أغذية حيوانية المنشأ. أما تعميم أبعاد تغذية الحيوانات في عمل الدستور الغذائي فيشكل اعترافاً صريحاً بدور ومسؤولية قطاع الأعلاف في إنتاج أغذية مأمونة وجيدة النوعية.